آراء و أقلام الأربعاء 03 مايو 2017 12:35 صباحًا

حاسي سيتي

بقلم : الأستاذ يونس امغار

مدينة الحسيمة هي مدينة جميلة تقع في قلب الريف وهي عبارة عن
شبه جزيرة تلقب بجوهرة البحر الأبيض المتوسط تقع ما بين مدينتي الناظور وتطوان
النسيج الاجتماعي فيها جد متماسك بحكم صغر مساحتها كمدينة وبحكم استعمال معظم ساكنيها للفيسبوك والذي بفضل هذا الأخير تشكل جيش فيسبوكي غير محزب يقدر بعشرات الآلاف هذا الأخير ساعد بشكل أو بآخر على التأطير للاحتجاجات السلمية التي نظمت على مستوى المدينة.
عرفت المدينة في شهر يناير وفبراير من سنة 2016 تنزيل التقسيم الجهوي الجديد حيث انتقلت الحسيمة من ولاية لجهة تازة الحسيمة تاونات إلى عمالة داخل جهة تطوان طنجة الحسيمة حيث عرفت المدينة بحكم التقسيم الجهوي تنقيل آلاف الموظفين خارج المدينة الشيء الذي زاد من تأزيم الوضعية الإقتصادية للمدينة ؛كما أن الزلازل التي ضربت المنطقة خلال سنة 2016 والتي تراوحت ما بين ست وثلاث درجات ساهمت هي أيضا في تأزيم الوضعية الاقتصادية للمدينة من خلال هجرة الطبقات الميسورة وبالتالي هجرة رؤوس الأموال إلى مدينتي طنجة وتطوان ومدن أخرى.
كما أن القرارات الإقتصادية الكارثية التي اتخدتها حكومة بنكيران زادت الوضعية الاقتصادية للمدينة تأزما.
كما أن تعثر الأشغال في الطريق الرابطة بين الحسيمة وتازة لسنوات عديدة بداعي ان الميزانية المخصصة لها تم تحويلها الى مشاريع اخرى كما صرح بذلك احد المستشارين زادت من تأزيم الوضعية الاقتصادية للمنطقة وخصوصا أن جل السلع التجارية التي يتم استيرادها من جهة الدار البيضاء يتم نقلها من خلال هذا الطريق.
ومن بين القطاعات التي تضررت بالاقليم نجد قطاع النقل والذي عرف أزمة حقيقية بعدما تم توزيع آلاف الرخص او ما يسمى بالاكراميات على آلاف المواطنين بدون مراعاة لعدد المتنقلين اليومي في تجسيد صارخ لإقتصاد الريع الذي ينخر هذه الدولة؛ الشي الذي أدى بالقطاع الى نكسة حقيقية بعدما أصبح السائق المهني ينتظر أحيانا أياما معدودة من أجل أن يحل دوره؛ الشيء الذي أدى بالعديد منهم للخروج إلى الشارع قصد الاحتجاج.
فالمنطق والعقل يقول أن السائق المهني الذي أفنى ريعان شبابه في هذه المهنة هو الأحق والأولى بهذه الرخص إلا أن الواقع يقول عكس ذلك لأنه عندما نتحدث عن اقتصاد الريع فإننا نتحدث عن الامنطق بحيث نجد أطفالا حديثي الولادة أصبحوا يملكون اكراميات بل ونجد أن اسرا تتكون من خمسة افراد حصلوا كلهم على اكرامات بالاضافة الى العديد من ميسوري الحال والذين استفادوا كذلك في حين نجد ان السائق المهني والذي يصنف من الفئات الهشة بالمجتمع لم يجد محله بعد من الإعراب في هذه الوزيعة.
فالنقطة التي أفاضت الكأس بالمنطقة هي واقعة مقتل الشاب محسن فكري وبطريقة بشعة وذلك بعصره داخل شاحنة لجمع النفايات فالواقعة أبانت على الطريقة المهينة التي عومل بها قبل مقتله وذلك من خلال عصر أسماكه أمام عينيه الشيء الذي أجج الاوضاع واخرج فئة عريضة من المجتمع الى الشارع للاحتجاج فهذه الاحتجاجات أظهرت الفئة التي لم تصوت بعد في الإنتخابات وهي التي تمثل الأغلبية الساحقة من النسيج المجتمعي فهذه الأخيرة هي من تمثل الأكثرية الساحقة من المجتمع حيث ليس لها لا إنتماء حزبي ولا نقابي و لا جمعوي وهي فئة إن خرجت إلى الشارع لا يمكن كبحها وخصوصا إن كانت سلمية ومنظمة .
فجل الإحتجاجات التي شهدتها المدينة كانت جد منظمة ومؤطرة وخصوصا أنها لاتعترف لا بأحزاب و لا بنقابات والتي تعتبرهم هم في الاصل شناقة وجزء لا يتجزأ من المسرحية التي تحاك ضد المقهورين والمستضعفين وخصوصا أن هدفهم هو كبح الاحتجاجات والاكتساب الغير المشروع على حساب الفئات التي لا حول لها ولا قوة .
كما أن الحراك أبان أن الاشخاص التي قدموا انفسهم للسلطة أثناء الزلزال الذي ضرب الريف سنة 2004 على أنهم يملكون الفانوس السحري الخاص بالمنطقة هم في الواقع لا يمثلون سوى أنفسهم فقط لا أقل ولا أكثر الشيء الذي سيؤدي لا محالة بالسلطة إلى مراجعة أوراقها مع هؤلاء وخصوصا بعدما مهدت لهم السلطة الطريق لكي يصبحوا بطرق ملتوية من اصحاب المليارات وأصبح المواطنون لايرونهم سوى في وسائل الاعلام.
فعندما يكتوي المواطن المثقف بالغلاء والظلم وإنعدام السكن وإنعدام التطبيب والحكرة في حين يجد أن أمواله تذهب الى جيوب السياسيين الفاسدين وإلى من يزكيهم فأكيد أنه سيلجأ الى الشارع فالشارع سيكون هو ملجأه الوحيد والأخير.
وكما لايخفى على الجميع أن الفئات التي تفتح حناجرها هي الفئات المثقفة من المجتمع لهذا لا غرابة في الكوارث التي يعيشها قطاع التعليم فالأصل في ذلك هو تعقيم الأرحام وخصوصا رحم قطاع التعليم وحتى لا ينجب الحناجر المزعجة.
كيف سينظر المواطن إلى حكومة تتعامل بازدواجية بين مواطنيها في خرق سافر للدستور ؛ في الصحراء نجد مثلا أن المواطنين يستفيدون من إعفاء قدره خمسون في المئة على التأمين ونفس الشيء ينطبق على الغازوال والبنزين و المواد الغدائية؛ كما أن الطلبة يستفيد جلهم من السكن الجامعي مع العلم ان نسبة كبيرة منهم انفصاليون وغرفهم الجامعية مليئة بأعلام البوليساريو و جلهم يستفيدون من المنح الجامعية وذلك بدون حتى مراعاة الوضعية المادية لآبائهم كما هو معمول به بباقي مناطق المغرب؛كما أنهم يستفيدون أيضا من ما يسمى ببونات التنقل مجانا وكأنهم موظفون مكلفون بمهام خارج مدنهم.
وكما لا يخفى على الجميع أن معظم شباب الصحراء سيتفيدون كذلك من ما يسمى ببطاقة الإنعاش الوطني
بالإضافة الى الموظفون الأشباح الذين يسمون بالأشبال؛ حيث ينحدر معظمهم من الصحراء.
كل تلك الامتيازات التي يستفيد منها الصحراويين هي إمتيازات غير دستورية والمواطنون هم من يؤدون ثمنها والسبب الأساسي في منحها لهم هي النزعة الإنفصالية التي يتميزون بها حتى أصبح مواطنوا الصحراء يعتبرون أنفسهم مواطنون من الدرجة الأولى.

لهذا لاغرابة أن نجد أشخاص يتهمون عناصر في جهة معينة بالإنفصال ونسوا بأن الحكومة تعامل الإنفصاليون وكأنهم مواطنون من الدرجة الأولى .
عندما

 





أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.