المجلس الجماعي لحاسي بركان بين رهانات الماضي وتحديات الحاضر وتطلعات المستقبل

حاسي سيتي

بلال دالي

المجلس الجماعي لحاسي بركان بين رهانات الماضي وتحديات الحاضر وتطلعات المستقبل

لا يخفى على أحد السيناريوهات الدراماتيكية والبوليسية، بل الهوليوودية تلك التي أدت بمرشح التجمع الوطني للأحرار رئيساً حالياً للمجلس الجماعي لحاسي بركان.

فبعد المعانات التي طالت سكان جماعة حاسي بركان، أو المقبرة الحية لاقليم الناظور، والبالغ عدد موتاها الأحياء أزيد من 8000 نسمة موزعين على ثلاثة وعشرين دواراً ودشاراً. قررت التغيير ورفعت شعار الإصلاح في الانتخابات الجماعية الأخيرة، كما وضعت ثقتها في زعماء المعارضة إبان حقبة السيد ع.م المستشار الحالي بالجماعة.

تكتل الزعماء وارتموا في أحضان الحزب صاحب الأغلبية الحكومية، العدالة والتنمية، فاستبشر الشعب خيراً. طعم الزعماء جيشهم بمنتخبين جدد، لا خبرة لهم في السياسة لا من قريب ولا من بعيد، وهنا أتساءل كيف لحزب العدالة والتنمية أن يزكي مرشحا لم يتلقى ولو تعليمه الابتدائي؟

أضيف الى هذا التكتل، حزبين مخزنيين أخرين التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، الأول بمنصب الرئيس والثاني بمنصب النائب الأول.

تخول الانتخابات مفاجآت عديدة، أبرزها سقوط مرشح دائرة دوار اجرابعة من العدالة والتنمية والذي شغل منصب مستشار جماعي لحقبتين متتاليتين أمام مرشح الحركة الشعبية الذي رشح نفسه لأول مرة. أضف إلى ذلك، تحالف الاحرار والعدالة والتنمية، فكيف لمقعد واحد أن يفاوض كتلة منتخبة وعلى منصب الرئاسة؟ هذا ما يسمى بالنصب على الشعب وخيانة الأمانة، فبعد أن أمضت الكتلة في الفترة الممتدة بين تاريخ اعلان النتائج ويوم انتخاب الرئيس عطلة استجمام بغرب ووسط المملكة. استلموا مناصبهم وها هن لم يأنسوا أماكنهم بعد، ليخرجوا بقرار تغيير أثاث مكاتب الجماعة، واقتناء سيارة رباعية الدفع وتنظيم مهرجانات ترفيهية بذريعة احياء التراث. الشعب الآن يتساءل، حضرة المنتخبين، كيف سيبهجون في مهرجان تبوريدا، ويتناسو كل غرزات السكين التي جاءت من الخلف من أناس خانوا الأمانة؟ ساكنة في أمس الحاجة إلى الحاجة نفسها، فلا شوارع مهيكلة ولا واجهة تسر الناظرين، ولا مشروع تنموي واحد يشغل شخص واحد، ولا اجتماع او لقاء تواصلي واحد يقرب الساكنة من منتخبيها، فعن أي روعة تتحدثون؟ الساكنة في أمس الحاجة الى التعريف بها، الى اخراجها لحيز الوجود، كفى للحكرة، كفى للتهميش.

أما المشاكل الاجتماعية التي تتخبط فيها الجماعة فحدث ولا حرج، مستوصف يفتقر إلى المعدات اللازمة، تجهيز قاعة الولادة، أضف إلى هذا غياب مرافق رياضية وثقافية تبعد شباب الجماعة عن التطرف واحتراف السرقة والبلطجة …

نحن لا نريد مهرجانات ولا سيارات فاخرة سيدي الرئيس، نحن نعلم جيداً وضع جماعتنا الحبيبة، وان كنا ننتقدكم فهذا ناتج عن الحرقة وعن التهميش الممنهجين، نحن لا نريد وعوداً كاذبة كسابقيكم، نريد حلول حقيقية ومستعجلة، ودق ابواب المسؤولين، ولو اقتضى الأمر الخروج رفقة الساكنة في تظاهرات تنديدية. ألستم من يمثلنا وينوب عنا؟ إذا تقدمونا في الوقفات والتظاهرات، لنقل بصوت واحد، لا للحكرة لا للتهميش! لكن لسوء الحظ، منتخبونا يعرفون قيمتنا فقط بالانتخابات، أعي جيداً ما أقول! لهذا لن نتنازل عن حقوقنا العادلة طبعاً، ولو على جثثنا.
بلال دالي