الرياضية الخميس 11 مايو 2017 09:33 مساءً

بلال دالييقصد بالديمقراطية بمفهومها العام، حكم الشعب نفسه لنفسه بواسطة اختيار من يمثله عن طريق انتخابات حرة ونزيهة. وكإسقاط لا بد منه على قريتي الحبيبة، كان للانتخابات السابقة وقع ايجابي على صدور الساكنة بتشكيل نخبة منتخبة بوجوه جديدة. خيل للساكنة أن هذه الوجوه ستستغل مضامين الدستور لتعمل في نطاق اختصاصاتها كمجلس جماعي للقيام بكل ما يمكن القيام به لتحسين الأوضاع الاجتماعية والنهوض بالتنمية الاقتصادية القروية التي تعتبر منبع التنمية الشاملة. استغل السياسيون هذه النقطة وبنوا عليها لعبتهم المحبوكة بسيناريوهات افتقدت لخاتمة ايجابية وسعيدة، أتذكر في الحملة الانتخابية المشتركة لزعماء المعارضة، كل ذلك الاهتمام وتلك الآذان التي كانت تصغي لكل مواطن كأنه صديق حميم، بل وأيضا تلك الوعود التي كانت تعطى لسد الأفواه وكسب الأصوات. ناهيك عن الأموال الطائلة التي صرفت ابان الحملة الانتخابية سواء لشراء الأصوات أو لتوفير النقل وكؤوس الشاي … مستغلين الأوضاع الاجتماعية الهشة للساكنة وحارمين المواطن من حقه السياسي المتمثل في الإرادة الحرة والاختيار الأنسب. وبمجرد ظهور النتائج ينتقل من كان صديقاً حميماً إلى مواطن مغلوب عن أمره وينظر إليه نظرة احتقار وازدراء منكرين فضله. وهنا نتساءل أيتها الفئة المنتخبة، هل ينتهي دورنا كمواطنين بمجرد ظهور النتائج وتوليكم المسؤولية بجلوسكم على الكرسي الذي لطالما لهث وراءه الكثيرون؟
وبعد أن تعلن النتائج، تبدأ مرحلة المداولات والبحث عن التحالفات الممكنة لتشكيل الأغلبية. وغالباً ما تؤول أوضاع هذه المداولات إلى تحالفات هجينة وتقوم على أساس مصلحة أصحاب النفوذ و (الشكارة)، الشيء الذي يضرب بالمصلحة العامة عرض الحائط. نتساءل مجدداً أيتها الفئة المنتخبة، كيف سنثق بوعودكم الواهية وأنتم تميلون ميلا واضحاً لمصالحكم الخاصة وما دون ذلك لا تهمكم سوى مصالح المقربين منكم مقابل امتصاص غضب الشارع؟ هذا الغضب يولد عاصفة من الاحتجاجات من قبل من كان سبباً لتواجدكم في مناصبكم.
وبخصوص هذه الاحتجاجات أو ما يطلق عليها –بالحراك الشعبي- فحاسي بركان عرفت في الآونة الأخيرة أصواتاً متعالية نددت بكل تلك الأوضاع المزرية التي تتخبط بها الجماعة، فهذه الفئة من الشعب لن تسكت عن حقوقها العادلة والمشروعة. وباستمراركم في نهج سياسة الآذان الصماء، ليكن في علمكم أن هذا الحراك سيبقى مستمراً بشكل تصاعدي.





28 تعليقات على “قراءة في الأوضاع السياسية بحاسي بركان (1)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.