المحلية الإثنين 19 يونيو 2017 01:56 صباحًا

حاسي سيتي
تحرير: محمد دالي
يكفي أن تقوم بجولة خفيفة بمدينة حاسي بركان يظهر لك جليا أن ساكنة جماعة حاسي بركان إستسلمت أخيرا بعد صراع طويل مع “أزمة خانقة” دامت لمدة سنين.
تقع جماعة حاسي بركان بإقليم الناظور وتتموقع في جنوب شرق هذا الإقليم في شمال المغرب. تحد شمالا بجماعة اولاد ستوت وجماعة بني وكيل اولاد محند، ومن الشرق تحد بواد ملوية وإقليم تاوريرت، أما غربا فتحد بجماعة أفسو وجماعة تيزطوطين . يبلغ عدد سكان الجماعة حوالي 8113 نسمة حسب إحصاء سنة 2004،يعيش سكانها على ثلاث موارد مهمة:
1/التهريب:
باتت جماعة حاسي بركان القروية وغيرها من مدن وأقاليم جهة الشرق تعيش حالة من التراجع الخطير على عدة مستويات خاصة منها الاقتصادية، مباشرة بعد توقف التهريب الذي كان غالبية سكان المنطقة يتخذون منه وسيلة من وسائل العيش الكريم ورزقا رئيسيا لهم،لتكون أول رصاصة تضرب إقتصاد هذه الجماعة،فبعد إغلاق الحدود الجزائرية المغربية لجأ سكان جماعة حاسي بركان إلى المتنفس الثاني في الإقليم ألا وهو تهريب السلع على مستوى مدينة مليلية المحتلة قبل ان يتم إصدار قانون يقلص عدد ساعات المسموح بها لدخول مدينة مليلية ليتم إقصاء عدد كبير من الشباب نظرا لعدم تمكنهم من الدخول بسبب العدد الكبير من المواطنون الذين يتوافدون يوميا على هذا المعبر،وقد خلف هذا القرار إستياء عارم لدى السكان خاصة وأنها كانت المتنفس الأخير لساكنة الإقليم لتكون آخر رصاصة تضرب إقتصاد الناضور بشكل عام وحاسي بركان بشكل خاص.
2/التجارة:
نسبة قليلة من ساكنة الجماعة تزاول مهنة التجارة على مستوى الجماعة القروية حاسي بركان،وبحكم وجود علاقة خاسر خاسر بين كل من التجارة و التهريب وتأثير الثاني عن الأول فكان لزاما أن يعاني هذا القطاع أيضا من هذه الأزمة التي تجتاح جماعة حاسي بركان.
3/الفلاحة:
منذ قديم الزمن تعرف ساكنة جماعة حاسي بركان بتربية المواشي وزراعة الحبوب،وهو قطاع يشغل عدد مهم من شباب الساكنة على الأقل لكسب قوت أولادهم،لكن بحكم ظاهرة الجفاف التي عرفها ربوع المملكة المغربية منذ أكثر من 5 سنوات وكذا علاقة خاسر خاسر خاسر بين كل من التهريب والتجارة والفلاحة زيادة على ذلك فقد سجل مجموعة من الفلاحون انخفاض خطير لمستوى منسوب المياه بملوية التي كانت تعتبر المصدر الوحيد لتزويد الأغنام والأبقار بماء الشرب،هي أسباب جعلت هذا القطاع يلفظ آخر أنفاسه.
في الجزء الثاني:سأتحدث عن دور المسؤولين في حل هذه الأزمة؟وكيف سيكون المشهد السياسي مستقبلا بحاسي بركان في ظل هذه الأزمة؟ما دور المجتمع المدني في هذه المعادلة؟





أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.