حاسي سيتي/زاغ…/إدريس..
لو كانت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور تعتبر للجأت للقياس كمعيار لحل ملف أساتذة الأمازيغية الخمسة، ففي السنة الماضية انتهى المشكل لصالح العقل والمنطق وتلقت المديرية إفادة وتوصية من مدير الأكاديمية باحقية الأستاذين في تدريس لغة تكوينهم. لكن تحجر عقليات الساهرين على هذه الملفات بالمديرية الإقليمية ساهم في تعقيد المشكل وفتح الأبواب أمام كل الاحتمالات، وقد يعرف الموضوع منعرجات خطيرة قد ترقى إلى مستوى الجنايات.
ونذكر من بين تداعيات هذا الملف ما وقع صباح يومه الجمعة 06 أكتوبر 2017 بمركزية مجموعة مدارس أقوضاض، بحيث أدى تعنت السيد مدير المجموعة ط.ب وتعامله اللامسؤول مع أستاذة اللغة الأمازيغية ك. ت إلى إصابة الأستاذة بانهيار عصبي أدى إلى إغماءها قبل أن تنقل بواسطة سيارة إسعاف إلى مستشفى محمد السادس بالعروي، الشيء الذي أثار ذعرا في أوساط رجال التعليم بذات المؤسسة وامتد إلى التلاميذ الذين أصيبوا بصدمة ( وأجهشت بعض الفتيات بالبكاء) وهم يشاهدون حمل الأستاذة لسيارة الإسعاف وقت الاستراحة.
وتعود أطوار هذا الحادث حين لجأت الأستاذة إلى الإدارة لطلب رقم ارسال و تعبئة مطبوع خاص بالترقية، حيث رفض السيد المدير هذا وذاك بدعوى أنها في وضعية انقطاع عن العمل. فاستغربت الأستاذة لهذا التعامل المزدوج، فكيف أنه سلمها استفسارا يوم 02 أكتوبر 2017 يعود إلى أسابيع مضت ولم يعتبرها وقتها منقطعة عن العمل، بينما حين تعلق الأمر بالترقية يعتبرها كذلك؟ حاول طردها من الإدارة فتمسكت بحقها، لكنه استفزها بكلمة: الله ينعل ولم يكمل. هذا التعامل الذي يعود إلى ما يقارب الشهر أثر في نفسية الأستاذة فأصيبت بانهيار عصبي بعيد مغادرة المدير للمدرسة المركزية تاركا وراءه أنثى في حالة منهارة دون أن يكترث لها. ولولا تدخل الأساتذة وجمعية الآباء وبعض الإطارات النقابية لكان الوضع أسوأ.
حضر بعض رجال وأعوان السلطة إلى عين المكان وعاينوا الحالة الحرجة للأستاذة التي نقلت للمستشفى لتلقي العلاجات الأولية.
استنكر الأساتذة وبعض النقابات وفعاليات جمعوية هذا الحادث وتصرفات المدير المشينة ليعبروا عن ذلك بوقفة احتجاجية تضامنا مع الأستاذة واستنكارا للاستفزازات المتكررة لهذا المدير الذي جعل هذه المؤسسة تعيش حالة عبثية وعدم استقرار.
حضر الوقفة تنظيمان نقابيان F.N.E و U.N.T.M ، أساتذة عاملون بذات المؤسسة وفعاليات جمعوية من جمعية الآباء وجمعية أساتذة اللغة الأمازيغية بجهة الشرق. وقد عاين الوقفة بعض رجال وأعوان السلطة.
وفي الأخير، نتساءل : ما الكارثة التي تنتظرها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية حتى تقتنع بأحقية هؤلاء الأساتذة في تدريس اللغة الأمازيغية التي تكونوا فيها؟