المحلية الجمعة 27 أبريل 2018 05:43 مساءً

حاسي سيتي.كم

بلال دالي

تحية واحترام وبعد،

دعوني استهل رسالتي بجملة لصاحبها: ” إن السياسة بالمنطق النبيل هي القدرة على حل مشاكل البلاد والمواطنين بالترتيب العقلاني للأولويات.”

ومن هذا المنطلق لا بد أن أكون محدداً ودقيقا للجهة التي ستستلم رسالتي، ألا وهي ساكنة حاسي بركان فرداً فرداً ومن كل الدواوير والمداشر، أيضا السادة المستشارون وأعضاء المجلس الجماعي للقرية وكذا الفعاليات المدنية والحقوقية.

سادتي الكرام، تأتي كلماتي هذه بعد أن استنزفنا جميع الطرق العقلانية والحضارية لنوصل صوتنا للمسؤولين بخصوص ما هم مقبلين على فعله، ألا وهو تحويل جزء من الميزانية المخصصة لبناء دار الشباب (60 مليوناً من أصل 160 مليون سنتيم) لميزانية المسالك الجماعية. قررنا في البداية تقديم عريضة للمجلس الجماعي نستنكر فيها هذه الخطوة مرفقة ب 100 توقيع لشباب القرية وهذا حق دستوري تكفله القوانين التنظيمية المؤطرة للجماعة. وتروج أخبار بأن العريضة مرفوضة شكلا لكون جمعية المبادرة الفكرية لطلبة حاسي بركان لم تستكمل ثلاث سنوات من تأسيسها في انتظار رد رسمي لن يخالف التوقعات.

بعد ذلك، حاولنا الاتصال بمستشاري المجلس الجماعي فردا فردا، فوفقنا في الوصول إلى أغلبهم سواء عن طريق الهاتف أو اللقاء شخصيا، بيد أنهم يبدون مقتنعين جداً بالفكرة اللهم عنصر واحد.

من بين الحجج والبراهين التي جعلتهم يتخذون هذه الخطوة – على حد قولهم-، أن ميزانية بناء دار الشباب (أي 160 مليون سنتيم) ليست كافية ومحتاجة لشركاء قصد الشروع في بنائها، وبالتالي وبأوامر من السيد العامل -على حد قولهم أيضا- يجب ضخ الميزانية في مشاريع أخرى وإخراجها للوجود مع جلوس دار الشباب في قاعة الانتظار إلى أجل غير معروف.

تعد جماعتنا، الجماعة الوحيدة تقريبا التي لم تستفد من برامج مجلس الجهة في تهيئة المسالك القروية وبالتالي لنضحي بدار الشباب ولنحصل على رضا السيد رئيس الجهة.

هذه أسبابهم ولكم -أيها القراء الكرام وساكنة حاسي بركان- واسع النظر، إذا لم تكن قادراً على الوقوف في وجه السيد العامل وإخباره بالحقيقة، حقيقة أن الجماعة ومنذ تأسيسها سنة 1961 لم تشهد ولا بناية اجتماعية واحدة لصالح الشباب فأين هي الجرأة السياسية التي تغنيتم بها في حملاتكم الانتخابية ؟

نناشدكم أيها المسؤولون للمرة المليون، على إيقاف العبث والتفكير في حلول حقيقة وناجعة لمشكل الشباب بالقرية فالواقع مر ويدعو للشفقة. شبابنا اليوم يتعاطى جميع أنواع المخدرات ولا شغل شاغل له غير الجلوس في المقاهي. فأين موقعكم من هذا ؟ نحن -الشباب- الخلف، فكونو خير سلف.

لم نفكر في الاحتجاج والتظاهر كخطوة أولى، إيماننا منا بانصاتكم أولا وعدالة قضيتنا ثانيا وبالنضال المؤسساتي ثالثا. فأنصتوا يرحمكم الله.

أين تريدوننا أن ننزوي وأن نضيع وقت فراغنا ؟ أي مستقبل مكفول لرواد المقاهي ؟ ثلاث مجموعات مدرسية (ابركانا، اموساتا، حاسي بركان) بمعدل 1000 تلميذ تقريبا، ثانوية اعدادية بمعدل 200 تلميذ وتلاميذ السلك الثانوي 100 تلميذ وطلبة الجامعة بكافة تخصصاتهم ما يقارب 50 طالبا، وأمام كل هذه الأرقام لستم منصتون.

دار الشباب أيها السادة، أولى بالمنطق النبيل من تهيئة طريق، لأننا بصدد بناء جيل جديد يخدم الوطن والمواطنين وبالتالي فمسألة تربيتهم واكتشاف ملكات الابداع والابتكار لديهم وتشجيعهم على الوصول ضرورة وأولوية الأولويات. فكفاكم مكابرة !

التاريخ سيسجل، أنه في يوم الخميس 03 ماي من سنة 2018 المجلس الجماعي لحاسي بركان يقرر طمر فئة الشباب وزرع الشوك فوق ترابها فشكرا لكم، والتاريخ لن يرحم.

وفي الأخير، تقبلوا مني ومنا أسمى عبارات التقدير والاحترام.

المخلصون، شباب قريتكم الحبيبة.

ترقبو بعد قليل الوثيقة





أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.